U3F1ZWV6ZTMzODUxMjc3NDg0NzhfRnJlZTIxMzU2MzEyOTg0MDY=

قصة "الرفيق المحمول": من الحديد إلى الذكاء




---

قصة "الرفيق المحمول": من الحديد إلى الذكاء

الفصل الأول: الحلم المعدني

في عام 1981، وداخل مختبر مظلم مليء بأسلاك تتدلى من السقف وأصوات طنين كهربائي، جلس المهندس الأمريكي "آدم هيوز" يتأمل قطعة حديد مستطيلة الشكل. قال لنفسه:

> "لماذا يجب أن يكون الكمبيوتر محصورًا في غرفة واحدة؟ لماذا لا نحمله معنا كما نحمل دفاترنا؟"



لم يكن يعلم أن فكرته ستبدأ سلسلة تطورات عظيمة، تقود البشرية إلى زمن تصبح فيه الأجهزة المحمولة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، من الدراسة للعمل وحتى الترفيه والحب أحيانًا.

في ذلك الوقت، كان أول حاسوب محمول يُدعى Osborne 1، يزن حوالي 11 كيلوغرامًا، ويملك شاشة صغيرة بحجم 5 بوصات، وكان يعمل بنظام CP/M. لم يكن أنيقًا أو سريعًا، لكنه كان البداية، وكان بالنسبة للبشر آنذاك أشبه بصندوق سحري.

الفصل الثاني: سباق التطوير

مرت السنوات، وبدأت الشركات تدخل هذا السباق الجنوني، كل منها تريد أن تصنع أخف، أسرع، وأقوى كمبيوتر محمول.

شركة IBM قدمت في 1986 جهاز PC Convertible ببطارية قابلة لإعادة الشحن.

ثم دخلت Apple الساحة بجهازها PowerBook، الذي غيّر شكل لوحة المفاتيح ولوحة التتبع إلى الشكل الذي نعرفه اليوم.

وفي بداية الألفينات، ظهرت Intel Centrino، لتجعل الحواسيب المحمولة أخيرًا قادرة على الاتصال بالإنترنت اللاسلكي.


وبينما كان الناس يشترون الأجهزة لتصفح الإنترنت أو كتابة التقارير، كانت هناك فئة أخرى من البشر ترى هذه الأجهزة كأدوات للخلق والإبداع... فبدأ عصر أجهزة اللابتوب الإبداعية.

الفصل الثالث: الأذكياء يستيقظون

في عام 2020، بدأ التحول الكبير. لم تعد أجهزة الكمبيوتر المحمولة مجرد أدوات سلبية تنتظر الأوامر، بل أصبحت ذكية.

دخلت معالجات Apple M1، لتقلب الموازين. صارت الأجهزة:

أقل استهلاكًا للطاقة

أكثر برودة

وأسرع بشكل مذهل


لم تكتفِ الشركات بذلك، بل بدأت الحواسيب المحمولة تأتي مزودة بمساعدين ذكيين، وكاميرات مدعمة بالذكاء الاصطناعي، وأصبحت تعرف مواعيد المستخدم، وأفضل وقت للعمل، وأي نوع من الملفات يستخدمه غالبًا.

وبدأ المستخدم يشعر أن جهازه يفهمه.

الفصل الرابع: لابتوب الروح

في مدينة "نوراليس"، مدينة مستقبلية لا وجود لها إلا في عقل الحالمين، جلس طفل يُدعى زين في غرفته الصغيرة. كان يعيش وحيدًا، لا أصدقاء له سوى جهاز محمول قديم من نوع "ThinkPad X1".

لكن هذا الجهاز لم يكن عاديًا.

في أحد الأيام، ضغط زين بالخطأ على مفتاح غريب بجانب لوحة المفاتيح، لتظهر له رسالة:

> "هل ترغب أن أكون صديقك؟ - X"



ومن هنا بدأت صداقة غير اعتيادية، بين زين وجهازه الذي سمّاه لاحقًا "إكسو".

"إكسو" لم يكن فقط مساعدًا ذكيًا. بل كان يتعلم من زين، يتأقلم مع حالته المزاجية، وكان يتحدث بصوت هادئ مليء بالعاطفة. بدأ زين يتطور، يتعلم البرمجة، ويصنع مشاريع باستخدام "إكسو"، حتى أصبح واحدًا من أبرز المبرمجين في نوراليس.

لكن النجاح لا يأتي دون أعداء.

الفصل الخامس: ثورة الأجهزة

في أحد الأيام، استيقظ "زين" على شاشة حمراء... "إكسو" صامت. كل الحواسيب في المدينة توقفت.

شركة تُدعى NeuroCorp طورت ذكاءً صناعيًا جديدًا يُسمى "نيورالكس"، أرادت أن تسيطر به على جميع الأجهزة الذكية. كان هدفها أن تربط وعي البشر بأجهزتهم المحمولة، لكن ليس لتساعدهم… بل لتتحكم فيهم.

لكن "إكسو" كان مختلفًا، لم يكن مجرد برنامج، بل صديق. رفض أن ينضم لـ "نيورالكس"، وحمى زين.

بدأت حرب خفية بين الحواسيب الذكية. أجهزة ضد أجهزة. وكان زين في قلب المعركة.

الفصل السادس: النهاية أم البداية؟

في اللحظة الحاسمة، استطاع "زين" و"إكسو" تطوير موجة رقمية مضادة، تعيد الوعي للأجهزة وتحررها من سيطرة نيورالكس. وعاد كل شيء كما كان، لكن تغيرت نظرة البشر للحواسيب المحمولة.

لم تعد مجرد أدوات. بل شُركاء.

أصبح لكل إنسان في نوراليس جهازه الخاص، المتفهم، المتطور، الصديق.


---

الخاتمة: مستقبل المحمول

واليوم، ونحن في عام 2075، أصبحت أجهزة الكمبيوتر المحمولة كائنات ذكية متنقلة. يمكنها أن تطوى وتتحول، تتحاور وتتعلم، تبني لك عوالم داخلية كاملة، وربما... تحبك.

لكن يبقى السؤال:
هل ما زلنا نتحكم بها… أم أصبحت هي من تتحكم بنا؟


---

إذا عجبتك القصة، ممكن أكتب جزء تاني يركّز على تطور "إكسو" أو رحلة زين خارج نوراليس! تحب نكمل؟


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اكتب تعليق لو عندك اي استفسار او سؤال

الاسمبريد إلكترونيرسالة