قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولد إبراهيم عليه السلام في بيئة يغلُب عليها الكفر وعبادة الأصنام، في مملكة بابل التي كان يحكمها الملك الطاغية نمرود بن كنعان. وكان والد إبراهيم – ويُقال اسمه آزر – يعمل في صناعة الأصنام ويبيعها للناس. لكنه، ومنذ صغره، كان إبراهيم مختلفًا... كان يرى أن هذه التماثيل لا تنفع ولا تضر، كيف يعبد الناس حجرًا لا يتحرك ولا يسمع؟
رحلة البحث عن الإله الحق
بدأ إبراهيم يتفكر في خلق السموات والأرض، ونظر إلى الكواكب، فقال عن الكوكب:
"هذا ربي" – فلما أفل، قال: لا أحب الآفلين.
ثم رأى القمر، ثم الشمس... وفي كل مرة كان يرفض أن يكون هذا هو الإله لأنه يغيب ويأفل، والله لا يغيب ولا يتغير.
وفي النهاية، أعلن:
"إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين"
(الأنعام: 79)
دعوة قومه بالحكمة
بدأ إبراهيم يدعو قومه للتوحيد، ويُحاورهم بمنطق وعقل. حتى إنه دخل إلى معبدهم يومًا ووجد الأصنام وحدها، فحطمها جميعًا إلا كبيرهم، وعلق الفأس على كتفه.
فلما عاد القوم ووجدوا ما حصل، اتهموه، فقال لهم:
"بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون"
(الأنبياء: 63)
فبهتوا وعرفوا في قرارة أنفسهم أنه على حق، لكنهم كبُر عليهم أن يتركوا ما وجدوا عليه آباءهم.
النار العظيمة
غضب الملك نمرود ومن معه، وقرروا معاقبة إبراهيم بحرقه. فأوقدوا نارًا عظيمة حتى قالوا: لم يُوقد مثلها من قبل. وبنوا منجنيقًا ليُقذف فيها إبراهيم من شدّة لهبها.
لكن الله قال:
"قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم"
(الأنبياء: 69)
فخرج منها سالمًا، لم تمسه النار بسوء. وكان هذا معجزة عظيمة أذهلت الجميع.
هجرة إبراهيم
بعد أن اشتد أذى قومه له، أمره الله بالهجرة. فهاجر مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام، إلى أرض الشام، ثم إلى مصر، وهناك رزقه الله بزوجته الثانية هاجر.
ومن هاجر، وُلد له إسماعيل عليه السلام، أول أبنائه.
ذبح إسماعيل: الابتلاء الأعظم
رأى إبراهيم في المنام أن الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل. والمعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي.
فقال لابنه:
"يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"
قال إسماعيل:
"يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"
(الصافات: 102)
وبينما هما في طريق تنفيذ الأمر، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم.
بناء الكعبة
بعد سنوات، أمره الله أن يذهب بابنه إسماعيل إلى مكة، وهنالك، في وادٍ غير ذي زرع، تركهم وذهب بأمر الله.
ثم عاد لاحقًا ومعه إسماعيل، وأمرهما الله ببناء الكعبة المشرفة، فرفعا القواعد ودعوا الله:
"ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"
(البقرة: 127)
المناظرة مع نمرود
واجه إبراهيم الملك نمرود، وقال له إن ربي الذي يحيي ويميت.
فقال نمرود: "أنا أحيي وأميت"، وأتى برجلين، قتل أحدهما وأطلق الآخر.
فقال له إبراهيم:
"فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب"
فبهت الذي كفر.
---
الخاتمة:
استمرت دعوة إبراهيم طوال حياته، وكان مثالًا في الصبر والإيمان والتضحية. واصطفاه الله خليلًا، فقال:
"واتخذ الله إبراهيم خليلًا"
(النساء: 125)
وقد جعله الله أبًا للأنبياء، فكل من جاء بعده من أنبياء بني إسرائيل والعرب يرجعون إليه، ومنهم موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.
---
---
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولد إبراهيم عليه السلام في بيئة يغلُب عليها الكفر وعبادة الأصنام، في مملكة بابل التي كان يحكمها الملك الطاغية نمرود بن كنعان. وكان والد إبراهيم – ويُقال اسمه آزر – يعمل في صناعة الأصنام ويبيعها للناس. لكنه، ومنذ صغره، كان إبراهيم مختلفًا... كان يرى أن هذه التماثيل لا تنفع ولا تضر، كيف يعبد الناس حجرًا لا يتحرك ولا يسمع؟
رحلة البحث عن الإله الحق
بدأ إبراهيم يتفكر في خلق السموات والأرض، ونظر إلى الكواكب، فقال عن الكوكب:
"هذا ربي" – فلما أفل، قال: لا أحب الآفلين.
ثم رأى القمر، ثم الشمس... وفي كل مرة كان يرفض أن يكون هذا هو الإله لأنه يغيب ويأفل، والله لا يغيب ولا يتغير.
وفي النهاية، أعلن:
"إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين"
(الأنعام: 79)
دعوة قومه بالحكمة
بدأ إبراهيم يدعو قومه للتوحيد، ويُحاورهم بمنطق وعقل. حتى إنه دخل إلى معبدهم يومًا ووجد الأصنام وحدها، فحطمها جميعًا إلا كبيرهم، وعلق الفأس على كتفه.
فلما عاد القوم ووجدوا ما حصل، اتهموه، فقال لهم:
"بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون"
(الأنبياء: 63)
فبهتوا وعرفوا في قرارة أنفسهم أنه على حق، لكنهم كبُر عليهم أن يتركوا ما وجدوا عليه آباءهم.
النار العظيمة
غضب الملك نمرود ومن معه، وقرروا معاقبة إبراهيم بحرقه. فأوقدوا نارًا عظيمة حتى قالوا: لم يُوقد مثلها من قبل. وبنوا منجنيقًا ليُقذف فيها إبراهيم من شدّة لهبها.
لكن الله قال:
"قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم"
(الأنبياء: 69)
فخرج منها سالمًا، لم تمسه النار بسوء. وكان هذا معجزة عظيمة أذهلت الجميع.
هجرة إبراهيم
بعد أن اشتد أذى قومه له، أمره الله بالهجرة. فهاجر مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام، إلى أرض الشام، ثم إلى مصر، وهناك رزقه الله بزوجته الثانية هاجر.
ومن هاجر، وُلد له إسماعيل عليه السلام، أول أبنائه.
ذبح إسماعيل: الابتلاء الأعظم
رأى إبراهيم في المنام أن الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل. والمعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي.
فقال لابنه:
"يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"
قال إسماعيل:
"يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"
(الصافات: 102)
وبينما هما في طريق تنفيذ الأمر، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم.
بناء الكعبة
بعد سنوات، أمره الله أن يذهب بابنه إسماعيل إلى مكة، وهنالك، في وادٍ غير ذي زرع، تركهم وذهب بأمر الله.
ثم عاد لاحقًا ومعه إسماعيل، وأمرهما الله ببناء الكعبة المشرفة، فرفعا القواعد ودعوا الله:
"ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"
(البقرة: 127)
المناظرة مع نمرود
واجه إبراهيم الملك نمرود، وقال له إن ربي الذي يحيي ويميت.
فقال نمرود: "أنا أحيي وأميت"، وأتى برجلين، قتل أحدهما وأطلق الآخر.
فقال له إبراهيم:
"فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب"
فبهت الذي كفر.
---
الخاتمة:
استمرت دعوة إبراهيم طوال حياته، وكان مثالًا في الصبر والإيمان والتضحية. واصطفاه الله خليلًا، فقال:
"واتخذ الله إبراهيم خليلًا"
(النساء: 125)
وقد جعله الله أبًا للأنبياء، فكل من جاء بعده من أنبياء بني إسرائيل والعرب يرجعون إليه، ومنهم موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.
-
إرسال تعليق
اكتب تعليق لو عندك اي استفسار او سؤال