عنوان القصة: "سر الأبدية: حكاية من قلب مصر القديمة"
في قلب الصحراء المصرية، وتحديدًا على ضفاف النيل العظيم، قامت حضارة لا مثيل لها، حضارة خلدها الزمان، وسجدت لها الأمم احترامًا. إنها حضارة مصر القديمة… الفراعنة.
الفصل الأول: النبؤة والولادة
في زمن الملك "جد كا رع"، أحد ملوك الأسرة الخامسة، وُلد طفل يُدعى "رعمسيس" في إحدى قرى الجنوب، وظهرت على جبينه علامة غريبة تشبه عين حورس، مما دفع الكهنة لاعتباره طفلًا مختارًا من الآلهة. كبر الطفل وسط المعابد، يتعلم أسرار الكتابة، والطب، والفلك، والهندسة، حتى صار شابًا قويًا وذكيًا، يحلم بأن يعيد لمصر مجدها المفقود بعد فترة من الاضطرابات.
الفصل الثاني: طقوس التتويج
بوفاة الملك دون وريث مباشر، أجمعت الكهنة والنبلاء على تتويج "رعمسيس" ملكًا، استنادًا إلى العلامة المقدسة والنبؤة القديمة التي تحدثت عن "الابن المختار الذي يحكم بين ضفتي النيل بالعدل ويبني ما يعجز عنه البشر". تم تتويجه في احتفال أسطوري بمعبد الكرنك، حيث انطلقت مواكب الكهنة، وعزفت الموسيقى، وتقدمت النساء وهن يرمين الزهور ويغنين لفرعون الجديد.
الفصل الثالث: البناء الأعظم
لم يمر وقت طويل حتى قرر رعمسيس ترك أثر خالد، فبدأ في تنفيذ مشروع ضخم لبناء معبد يمتد من الأقصر حتى النوبة. جمع أمهر المهندسين، وكان من بينهم المعماري العبقري "إيموحتب الثاني"، الذي صمم المعبد بحيث تصطف أعمدته حسب حركة الشمس والنجوم. استخدموا الجرانيت من أسوان، ونقشوا الجدران بأحداث المعارك والانتصارات.
وما كان مدهشًا، هو أن البناء تم باستخدام تكنولوجيا وأدوات متقدمة لا تزال محل جدل إلى يومنا هذا، حيث استطاعوا رفع أحجار وزنها مئات الأطنان بدقة هندسية مدهشة، وكل ذلك دون أي آلة حديثة.
الفصل الرابع: سر الحياة الأبدية
لم يكن رعمسيس ملكًا عاديًا، بل كان مولعًا بالخلود. قضى سنوات يدرس كتب "برعم دجات" – الكتاب المقدس للموتى – وتعاليم "تحوت" إله الحكمة، وسافر إلى واحة سيوة ليستشير كهنة آمون، حيث قيل له إن هناك حجرًا سحريًا مدفونًا في صحراء الجيزة يمنح صاحبه حكمة الأبدية.
قاد بعثة مكونة من علماء وكهنة ومحاربين، واختفوا في الصحراء لأربعين يومًا. وعادوا حاملين معهم تابوتًا مذهبًا يحتوي على بردية منسية، مكتوب عليها أسرار تحنيط لم تُعرف من قبل، ونقوش تصف كيفية عبور روح الفرعون لعالم الأبدية بنجاح.
الفصل الخامس: المواجهة الأخيرة
في سنوات حكمه الأخيرة، واجه رعمسيس خطرًا خارجيًا من قبائل البحر الذين هاجموا الدلتا، لكنه كان قد درّب جيشًا هو الأقوى في الشرق، بقيادة قائده "حورمحب". دارت معركة كبرى عُرفت لاحقًا باسم "ملحمة تانيس"، حيث استخدم المصريون خطة عسكرية ذكية تحاكي حركة النيل، محاصرين العدو بين الممرات المائية.
انتهت المعركة بانتصار ساحق، وأُسِر زعيم الأعداء وتم عرضه أمام فرعون، الذي أظهر رحمة عظيمة، فسمح له بالعودة لبلاده مقابل عهد بعدم مهاجمة مصر مجددًا. سُجلت هذه الحادثة على جدران معبد في الدلتا، محفورة بدقة مذهلة تروي القصة كأنك تراها بعينك.
الفصل السادس: الوداع الأبدي
شاخ رمسيس، لكنه لم يضعف. كان يجتمع بكهنته ومهندسيه كل يوم، يناقشهم في تفاصيل مستقبل مصر بعده. وحين شعر أن أجله اقترب، أمر بدفنه في مقبرة سرية بوادي الملوك، صممها بنفسه لتكون مأوى لروحه في الأبدية، مليئة بالفخاخ والأسرار حتى لا تُمَس.
ويُقال إن أحد الكهنة نقش على بوابة المقبرة هذه الجملة:
"من يقتحم هذا العالم، تلاحقه لعنة الزمان، ويُمحى اسمه من ذاكرة الأبدية."
ورقد الفرعون في هدوء، لكنه لم يُنسَ. بل ظلت قصته تُروى عبر آلاف السنين، شاهدة على أن مصر كانت، وستبقى، مهد الحضارة، ومملكة الخلود.
---
.
الفصل السابع: وريث السر – "نفر كا رع"
بعد دفن الملك رعمسيس، ساد الهدوء في البلاد، لكن خلف الكواليس، كان هناك شاب صغير اسمه "نفر كا رع"، أحد الكهنة المتعلمين في معبد أون (هليوبوليس)، وكان أحد تلاميذ الفرعون الراحل. "نفر" لم يكن مهتمًا بالحروب ولا السياسة، بل كان مهووسًا بعلوم الفلك، والرياضيات، والأسرار القديمة المدفونة في أعماق المعابد.
كان يحتفظ بنسخة سرية من البردية اللي اكتشفها رعمسيس، وكان مقتنع إن فيها أسرار مش مجرد دينية… لكن علمية، بتشرح أصول الهندسة، الطاقة، وحتى "السحر العلمي" اللي استخدمه الفراعنة في بناء الأهرامات.
الفصل الثامن: كشف البوابة النجمية
في أحد ليالي الشتاء، وهو يراقب النجوم من فوق سطح معبد أون، لاحظ "نفر كا رع" إن موقع النجم "سيريوس" (نجم سوبدِت عند المصريين) بيتحرك بطريقة غير معتادة. فتّش في السجلات القديمة، ولقا نص منقوش بيقول:
"عندما يتراقص سيريوس ثلاث ليالٍ على خط الأفق، افتح بوابة السماء من تحت الهرم العظيم."
جن جنونه. جمع فريق من الكهنة والعلماء السريين، وبدأوا يدرّسوا الهرم الأكبر من زاوية فلكية وهندسية. واكتشفوا إن الممرات الداخلية مش مجرد ممرات عادية، بل هي موجهة بدقة لنجوم معينة، وكأنها تلسكوب ضخم حجري بيستخدم طاقة كونية!
الفصل التاسع: الرحلة عبر الزمن
في الليلة اللي تحددت فلكيًا، دخل "نفر كا رع" ورفاقه الهرم. استخدموا أدوات منقوشة على برديات قديمة، وفتحوا غرفة لم تُفتح من أيام "خوفو". في الداخل، كان فيه لوح حجري ضخم، عليه رسوم غريبة لدوائر طاقة، وكواكب، وممرات نجمية.
أجرى "نفر" الطقوس، وحدث شيء غريب… ضوء أزرق انبعث من الجدران، ودوّت أصوات عميقة وكأنها نغمات كونية. وبعد لحظات، اختفى الجميع.
ولم يُعثر على "نفر كا رع" بعدها. لكن ظهرت نقوش جديدة على جدران الهرم بعد أيام، ما حدش عارف مين اللي نقشها… كانت تقول:
"سافرنا حيث لا زمان، وتعلمنا من حكماء النجوم، سنعود حين تحتاجنا مصر."
الفصل العاشر: سر المعبد الغارق
بعد مرور مئات السنين، وأثناء حكم الأسرة السادسة والعشرين، ظهر كاهن اسمه "حور آختي" يدّعي إنه من نسل "نفر كا رع"، وبيحمل معرفة من عالم النجوم. كان يحكي عن معبد غارق تحت مياه المتوسط، وبيقول إنه يحتوي على مكتبة فيها كل الأسرار اللي فقدتها البشرية، من الطاقة، للدواء، للخلود.
قاد بعثة للبحث عن المعبد، وبعد رحلة طويلة، اكتشفوا بقايا حضارة عظيمة غارقة بالقرب من "ثونيس-هيراكليون". هناك، لقوا تماثيل ضخمة، وأحجار محفور عليها بالهيروغليفي واليوناني، وأسطورة عن مدينة كانت مركز اتصال بين الفراعنة والنجوم.
الفصل الحادي عشر: العودة الأخيرة
القرون مرت، لكن الأساطير استمرت. وقال بعض الحكماء إن ظهور علامات معينة على السماء، زي اصطدام نجمين أو كسوف كلي، هتبقى إشارة إن نسل "نفر كا رع" راجع، ومعاه مفاتيح الحضارة.
وفي يوم من الأيام، في عصرنا الحالي، تم اكتشاف بردية في معبد غير معروف قرب الأقصر، عليها كتابة تقول:
"نحن لم نرحل، نحن ننتظر. من فهم رسائلنا، فهو منا. ومن دخل الهرم بعين الحق، فتحت له أبواب السماء."
---
نهاية… أم بداية
إرسال تعليق
اكتب تعليق لو عندك اي استفسار او سؤال